رجل يخرج من قبره بعد 6 سنوات






في أحدى قرى اليمن، تدور قصة رجل صالح كانت تفاصيلها لا تصدق ولا يمكن تفسيرها بعقل بشري، إذ يتناول حكاية فضل الصدقة وقوتها في إنقاذ الإنسان من الكوارث والمحن. كمية الخير التي قدمها هذا الرجل الصالح كانت محل نظر ورحمة الله، وقصة حياته تروي القوة الخفية والنجاة الرهيبة التي يمكن أن تأتي نتيجة للعمل الخيري.

كان الرجل يعيش في بلدة تُدعى الحمرة، في غرب اليمن قرب سواحل البحر الأحمر. كانت سمعته تتسم بالصلاح والتقوى، وكان يتميز بكرمه وسخائه تجاه الفقراء وخاصة المسافرين. قام ببناء مسجد وكان يضع فيه سراجًا ينير لتوجيه المارة، وكل ليلة كان يُعد وجبة عشاء للمحتاجين. وإذا وجد من يتصدق عليه، كان يقدم له الطعام، وإلا كان يأكله بنفسه ويقضي وقته في العبادة والصلاة.

لكن جاء يوم القحط والجفاف، حيث جفت الأنهار والآبار، ووجد نفسه في حاجة ماسة إلى الماء للزراعة والبقاء على قيد الحياة. كان يمتلك بئرًا كان يحتفرها هو وأولاده، ولكن في لحظة غير متوقعة، انهارت جدران البئر عليه، مما أدى إلى سقوطه في قعرها وانغماره تحت الأرض. وبينما كان في هذا المكان الضيق، ظن أولاده أنه قد فارق الحياة، وبكوا عليه وصلوا عليه واقتسموا ماله.

ما لا يعلمه الأولاد هو أن الرجل الصالح، عندما انهدمت البئر، وصل إلى كهف في قعرها، حيث أنقذته خشبة من الانهيارات الصخرية، وظل في هذا الكهف لست سنوات. بينما كان هناك، استمر في ممارسة الصدقة، حيث كان يجد كل ليلة طعامًا يُقدم له وكأنه نور يزهر فوق رأسه في أعماق الظلام. استمر في العبادة والدعاء، وظل في حالة تأمل وانشغال بالله.

في تلك السنة الست، بدأ أولاده في إعادة حفر البئر. حفروا وحفروا حتى وصلوا إلى القعر، حيث اكتشفوا باب الكهف، وبمجرد فتحه، كانت المفاجأة لا تُصدق. وجدوا أباهم حيًا وسالمًا في كهفه، حيث أخبرهم عن قصة نجاته العجيبة. بفضل صدقته المستمرة، ظل محفوظًا وقويًا داخل قبره الافتراضي، ليظهر مجددًا في عالم الحياة بعد ست سنوات تامة، معتبرًا أن صدقته كانت نورًا وبرهانًا على النجاة في الدنيا والآخرة.

0 Response to "رجل يخرج من قبره بعد 6 سنوات "

إرسال تعليق

شكراً لمشاركتك تم نشر التعليق الخاص بك